العودة إلى قضية ليتيم الهاشمي أو محاكمة النشطاء !
26/04/2019 الأستاذ نور الدين أحمين
الوقائع تعود إلى تاريخ 2018/10/14.
مكان الأحداث: الطريق العمومي على مستوى مقر بلدية حاسي الرمل ومقر دائرة حاسي الرمل.
الوقائع: غلق طريق عمومي على مستوى بلدية حاسي الرمل والإحتجاج أمام مقر الدائرة.
السبب: عدم استجابة رئيس بلدية ورئيس دائرة حاسي الرمل لمطالب البطالين وعدم احترام وعودهما فيما يخص الشغل.
في يوم الوقائع ليتيم الهاشمي كان في مدينة بريان ولم يدخل إلى مدينة حاسي الرمل إلا في حدود الساعة الواحدة زوالا. تم الاتصال به من طرف زملاء له ليخبروه بما وقع على مستوى بلدية حاسي الرمل، عندها انتقل إلى مكان قطع الطريق محاولة منه المساهمة في تهدئة الوضع، بصفته رئيس المكتب الولائي للمنظمة الوطنية لترقية الشباب والشغل، المعتمدة وذلك بوضع حد للتصرف المتمثل في قطع الطريق، الوسيلة التي لا تجدي نفعا، في نظره. بعد أن تأكد عدم جدوى تدخله انصرف وذهب إلى منزله.
بعد مدة زمنية معتبرة، تلقى استدعاء من قاضي التحقيق لدى محكمة الأغواط. امتثالا لذلك الاستدعاء، توجه إلى مكتب قاضي التحقيق أين تبين له أنه متابع بسبب الأحداث المذكورة بجرم تكوين جمعية أشرار والتحريض على التجمهر. بعد رفضه الإدلاء بأي تصريح إلا بحضور دفاعه، تم إبلاغه بصدور أمر الوضع رهن الحبس المؤقت.
بعد انتهاء التحقيق، أسقط قاضي التحقيق تهمة تكوين جمعية أشرار وبقي متابع بالتحريض على التجمهر، إلا أن وكيل الجمهورية لم يكن راضيا بذلك فقام باستئناف أمر قاضي التحقيق، الاستئناف الذي تلقى استجابة من قبل غرفة الاتهام وذلك بإلغاء أمر قاضي التحقيق وبإحالة ملف القضية على محكمة الجنايات بالتهم الواردة في الطلب الافتتاحي فيما يخصه.
تمت جدولة ملف القضية على مستوى محكمة الجنايات بتاريخ 17/04/2019 ثم تأجيلها إلى تاريخ لاحق، أين تمت جدولتها من جديد في جلسة يوم 25/04/2019.
ما دار في الجلسة: لقد أثبت التحقيق الذي دار في الجلسة صحة تصريحات ليتيم الهاشمي المتمثلة في التوجه مباشرة إلى مكان وضع المتاريس، على مستوى بلدية حاسي الرمل، لإقناع المحتجين بعدم جدوى تصرفهم بحكم ثقافته السياسية وتجربته النضالية، التصرف الذي فسرته السلطات المحلية، السياسية والأمنية، بأنه قد يؤدي إلى زرع ثقافة المطالبة السلمية للحقوق، الأمر الذي قد يشكل عليهم خطرا يستوجب وضع حد له بالوسائل القمعية التي يستعملها النظام في مواجهة كل مواطن غيور على مواطنته. ما يؤكد ذلك، التحامل الواقع عليه في مختلف مراحل التحقيق. للعلم فإن ليتيم الهاشمي هو رب أسرة يشتغل في شركة على مستوى حاسي الرمل فهو مناضل في المنظمة المذكورة أعلاه ومناضل في حزب جبهة القوى الاشتراكية مكلف بولاية الأغواط.
ليتيم الهاشمي لم يطلق صراحه رغم البراءة التي تحصل عليها في هذه القضية، لكونه محبوس لسبب آخر، أقل ما يقال عنه أنه حبسا تعسفيا وسأعود لهذه القضية في وقت لاحق.
قضية ليتيم الهاشمي ما هي إلا عينة من الأسباب التي أدت بالشعب الجزائري الخروج بالملايين يوم 22 فيفيري للمطالبة برحيل النظام لأنه يشكل خطرا على البلاد والعباد. لا خيار لنا سوى خيار رحيل النظام وبناء دولة الحق والقانون، أين يكون اهتمامها الوحيد هو خدمة المواطن أولا وأخيرا.
الأستاذ نور الدين أحمين
