بقلم عثمان لحياني عبر فايس بوك 14 مايو 2021
منذ التسعينات، لم يحدث أن اعتقلت السلطات ما يقارب 900 شخص في يوم واحد، يظهر ذلك شهية السلطة للقمع، بهذا الشكل تصبح الأضلاع الثلاثة لمشروع السلطة أكثر وضوحا، (1) تدوير الفقر (2) ملأ السجون (3) الترقيع السياسي.
رمت السلطة اليوم بكل ثقلها الأمني لاجهاض مظاهرات الحراك الشعبي، وسعت قدر الممكن للاستفادة من طبيعة الظرف لفعل ذلك، وتحقيق انتصار وهمي على الحراك، باستغلال نقص المتظاهرين في العاصمة والمدن تحديدا بسبب العيد، ولكون الانتباه الى حالة القمع في الجزائر ستكون أقل بسبب التطورات في فلسطين.
لم تكن تعبر السلطة اليوم عن قوة، بقدر ما أظهرت هشاشة مشروعها السياسي القائم على الابادة السياسية لكل حركية معارضة، ولم تكن تحرس على تطبيق القانون بقدر ما أبانت عن وجه قمعي بشع، ولا عن سطوة وهيبة وهي تحاصر المساجد وتعتقل بجنون حتى ذوي الاحتياجات الخاصة على كراسي متحركة.
كان واضحا أن السلطة ، وضمنها وزير الداخلية القادم من الحلقة البوتفليقية، تسير الى هذه الخطوة لا محالة، منع الحراك الطلابي كان البروفة الأولى، وقبل ذلك جرى تحضير المناخ عبر حملة بروباغندا مركزة ضد الحراك، لم تسلم منها النقابات والحركات الاجتماعية، وتشديد القبضة على الاعلام… في الحقيقة هذا كل العرض الذي لدى السلطة، وهذا كل ماعندها من مشروع، لا حلول في جعبتها لمشكلات الجزائريين ولابدائل سوى اجبارهم على الايمان بالوهم، من يعتقد غير ذلك فهو واهم.