الجزائر الجديدة 36 بقلم رضوان بوجمعة 28 جوان 2019
تنطلق الجزائر الجديدة في بناء معالم شعب المواطنين والمواطنات ودولة المؤسسات التي تقطع مع سلطة الأشخاص والشبكات والعصب والعصبيات، عندما تعود السياسة لمعناها الحقيقي الذي يضع حدا نهائيا مع ثقافة « البولتيك ».
في ذلك الوقت وحده تنتهي ممارسة السياسة في المخابر المظلمة وفي صالونات الشبكات والعصب، وتزول معها ظواهر المال السياسي المتحالف مع الإدارة والأوليغارشيا، وكل الممارسات التي أوجدتها المنظومة الفاسدة.
الممارسة السياسية الحقة هي التي تقضي على تمويل الأجهزة الحزبية من المال الفاسد، وهي التي تحول الانتخابات إلى موعد لتجديد العقد الاجتماعي أو نقضه مع المواطنين والمواطنات، وهي التي تحول الانتخابات إلى شكل من أشكال الممارسة الديمقراطية، التي لا يمكن بأي حال من الأحوال اختصارها في الانتخابات، لأن اختصار الديمقراطية في الانتخابات فقط، لا يعني الا تحويل الانتخابات إلى ملف من الملفات الإدارية، أو أي إجراء روتيني يعطي واجهة ديمقراطية دون وجود الحد الأدنى من روح الديمقراطية.
الممارسة السياسية الفعلية هي التي تكون في إطار المجتمع المفتوح، الذي لن يجد فيه موظفو « البولتيك » ومشعوذو السياسة مكانا، كما ستنهي هذه الممارسة نهائيا مع كل من لا يعرف قيمة العمل والجهد والمنافسة كمنظومة لتسيير المجتمعات وبناء دولة الحق والقانون.
الجزائر في 29 جوان 2019
تحرير وتصوير رضوان بوجمعة