الجزائر ـ « القدس العربي » 03/10/2019
تعيش الجزائر « مهرجانا » للراغبين في الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة، في تكرار لما حدث في شهر يناير/ كانون الأول تحسبا للانتخابات الرئاسية التي ترشح لها الرئيس المخلوع عبد العزيز بوتفليقة للفوز بولاية خامسة، والتي أسقطها الشعب الجزائري من خلال مظاهرات عارمة وتاريخية، لكن رغم صعوبة الظرف السياسي والتحديات المتعلقة بالانتخابات الرئاسية، إلا أن ذلك لم يمنع مهرجان الترشح والمرشحين بين جموع المغمورين. وأصبح الجزائريون يتابعون بكثير من السخرية تصريحات أولئك الذين قرروا التقدم إلى مقر سلطة الانتخابات لسحب استمارات الترشح.
ون بين هؤلاء الإعلامي المعروف باسم اسامة وحيد واسمه الحقيقي لخضر شريط، الذي كان يسخر في برنامجه “الساخر” من الذين ترشحوا للانتخابات الرئاسية في 18 أبريل/ نيسان، والتي اسقطتها المظاهرات الشعببية، كما أسقطت الرئيس عبد العزيز بوتفليقة وولايته الخامسة.
وبين هؤلاء محمد بعولي الذي وصف نفسه بعالم سياسي وعالم اقتصادي وعالم اجتماعي وعالم حربي، مؤكدا على أنه ليست لديه جامعية وإنما شهادته علمية، وأن من يدعي بشهادته الجامعية عليه مواجهة العلماء، وذلك ردا على سؤال يتعلق بنيته الترشح في الانتخابات، وأنه سيغير الجزائر نحو الأحسن بشخصيته وفكره وعلمه.
أما الإعلامي سليمان بخليلي والذي أثار الجدل بإعلانه نيته الترشح نكاية في الأمين العام لحزب التجمع الوطني الديمقراطي وزير الثقافة الأسبق عز الدين ميهوبي، الذي أعلن قبل ذلك نيته الترشح وقيامه بسحب استمارات الترشح، ولكن بخليلي الذي يناديه الكثير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي تندرا « الكسعي » اختار أن يعطيهم مادة أخرى للسخرية فأعلن عن ترشحه بهذه الطريقة قائلا « : لن أذهب اليوم لسحب استمارات الترشح بمفردي ،بل سأذهب مرفوقاً بقلوبكم وصالح دعائكم، سأذهب لسحب الأوراق والقلوب ، قلوب ملايين الجزائريين الذين يؤازرونني ويساندونني ويقفون إلى جانبي لايريدون جزاءً ولا يبْغون شكورا ! الجزائر اليوم في حاجة إلى القلوب قبل العقول، وأول نقطة في برنامجي هي ترميم القلوب ! واعتبر أن أولى أولوياته هي أن تسترجع القلوب رقّتها وحرارتها وطيبتها، « وإذا منحني الجزائريون ثقتهم فسأجعل المحطة الأولى التي أنطلق منها في عملي هي: تقريب العلماء والمفكرين والأدباء والموهوبين مهما اختلفت مشاربهم فهم وحدهم من يضمن المستقبل ، وذلك هو منطلقي الأول في ترميم العقول والقلوب ، وبعدها تتصفى القلوب من الأحقاد والأفئدة من الضغائن !
وأشار بخليلي إلى أنه « إذا حققتُ هذا الهدف استطعتُ عندئذ أن أعيد البسمة للجزائريين الذين يستيقظون كل صباح وهم غاضبين! وأن كل المعارك يبدأ ربحها من هنا ،، معركة توفير الشغل ، معركة بناء المستشفيات ،، معركة مسايرة ركب التطور العلمي والتكنولوجي، على الجزائري اليوم أن يتصالح مع ذاته ومع هويته ويكفّ عن البحث والصراع حول ما إذا كان أصل الإنسان من آدم ، ويتجه لخلق الثروة وترميم الفرد وبناء الوطن لا إلى الصراع حول فولتير أو شكسبير ! ».
أما عبد القادر بن قرينة، الوزير السابق رئيس حركة البناء فلا يكاد يفوت فرصة، إلا وقال فيها إنه هو الرئيس المقبل للجزائر، والغريب أنه يتكلم بثقة غير طبيعية، رغم أن معظم الجزائريين لا يعرفونه، فهو وزير سابق منذ أكثر من عشرين سنة، عاد للظهور مؤخرا بأن تولى قيادة حركة البناء.
ومن الذين سحبوا استمارات الترشح كذلك فارس مسدور، الذي يقدم على أنه خبير اقتصادي، وعرف بتصريحاته الغريبة.