ماذا يقول شرطي لشوقي وعبد النور وزهرة وبقية الطلاب الذين أرغموا على قضاء يوم كامل في مراكز الشرطة؟ ماذا سيقول هذا الشرطي للأستاذة لويزة آيت حمادوش والأستاذ عبد السلام مهنى والطبيب جمال الدين ولمان لتبرير اعتقالهم؟ لا يملك الشرطي ومن أمروه بالاعتقال ما يقوله، هم يطبقون تعلميات حاكم فاشل مرعوب من استمرار مظاهرات يغذيها فساد السلطة وعجزها ودفعها الجزائر نحو الخراب.
تقترب الانتخابات ولا شيء في البلاد يوحي بأجواء انتخابات لولا إعلان ترشح هنا وهناك من ساع إلى تحسين وضعه الاجتماعي، أو هراء ينشره « كاتب » أو « مثقف » يحترف التنظير للهباء وتسويق الخواء.. كل شيء هنا يجعل السلطة المتآكلة بفعل تناحر عصبها تتحسس نهايتها وهي تشعر بهذا الغضب الصاعد من الأسفل حيث تنبئ الطوابير أمام مطاعم الرحمة بزحف مخيف للفقر، وحيث تحرق نيران الأسعار كل أكاذيب « الجزائر الجديدة » وتطيح بوعود شاغلي المناصب الذين لا يملكون غير ترديد الكلام الفارغ.
تواجه سلطة الأمر الواقع فشلها العاري الذي تحول إلى كابوس مخيف، وفي مواجهتها لا تجد إلا شبابا مصمما على إسقاط العنف والترويع بسلمية لا تفتر.. يتعبهم البحث عن الرؤوس فيضطرون إلى اعتقال كل من يصادفهم في طريقه، وعندما يحين وقت جرد الحساب يعرفون أنهم بلا قاعدة ولا سند إلا من أبواق لا مصداقية لها.
تكرر السلطة حماقات 12/12 واستفتاء الدستور وتستعجل النزول إلى الجحيم رغم تراكم الخيبات، فلا مكان للعقل في رأس الهرم، ولا أحد يفكر أو يرى أبعد من عمره المهني المشارف على النهاية.. هؤلاء لا يسمعون إلا من يزين لهم سوء أفعالهم من طلاب المناصب وجياع السلطة.
ثمن منع مسيرة الطلاب اليوم مكلف، وهذا النصر المزيف سيتبخر عاجلا وستتراكم الأخطاء التي ستقطع طريق العودة عن هؤلاء الذين يستعملهم نظام حكم منتهي الصلاحية قبل أن يلقي بهم إلى المصير الذي عرفه أسلافهم.
السلمية هي حركة التاريخ وويل للقاعدين.