décembre 21, 2019
6 mins read

النظام .. صورة من خطاب.

Nadjib Belhimer

وقفوا جميعا يصفقون بحرارة لقراره بسحب صفة الفخامة التي ألحقت باسم الرئيس في عهد اليامين زروال وتحولت إلى لازمة تتردد على لسان كل مسؤول صغيرا كان أو كبيرا.

في الصفوف الأولى وقف المسرفون في استعمال لفظ الفخامة وقبلهم جميعا صاحب القرار الذي يحتفظ له الأرشيف بما يذكره بالماضي القريب حين كان يقسم بأغلظ الأيمان بان برنامج فخامة رئيس الجمهورية لن يتوقف مهما كانت الظروف.

لخصت اللقطة رؤية السلطة للتغيير؛ تكفي بعض التفاصيل، وقليل من المكياج لينطلق خبراء التبرير والتضليل في الحديث عن نظام سابق حل محله نظام جديد، لكن الوجوه التي ملأت القاعة كانت هي نفسها التي حضرت إلى المكان قبل خمس سنوات وبضع شهور لتصفق بحرارة على صاحب الفخامة الذي نصب رئيسا بعد انتخابات غاب عنها، وقد بقيت صورة ذلك التحدي السافر لإرادة الشعب ماثلة في الأذهان، وكان ذلك المشهد المؤلم لشخص مقعد لم يسمح له المرض بقراءة أكثر من فقرات من خطاب اعد للمناسبة، كان ذلك المشهد قد استقر في وعي الجزائريين وورثهم شعورا بالإهانة أثمر في النهاية ثورة سلمية مبهرة جاءت معلنة انتصار الجزائريين لكرامتهم.

اليوم أيضا جاء حفل التنصيب ليؤكد إصرار النظام على المضي قدما على طريق معاكسة حركة التاريخ، وأسوأ ما في القصة ان الخطاب أكد غياب أدنى رؤية، والنص الذي كان يتوقع أن يكون قويا في لغته، واضحا في خياراته، عاكسا لهيبة الدولة في الداخل والخارج للتعويض عن الشرعية الغائبة، كان مهلهلا في تركيبه غارقا في التفاصيل التي لا علاقة لها بالحدث.

غابت الرؤية السياسية وحضرت وعود التقليل من وزن محافظ تلاميذ المدارس الابتدائية، والتكفل بنقل جثامين الموتى من المهاجرين لدفنها في أرض الوطن، في حين لم يجد العالم المحيط بنا أي رسالة توضح صورة العهد الذي بدأ رسميا للتو، ولنكتشف أن النص الذي تلاه المستعد للجلوس على كرسي الرئاسة كتب على عجل ودون تمييز بين ما يقال في مناسبة من هذا الحجم والوعود الانتخابية المرصعة بحرف السين الذي ساءت سمعته بسبب إفراط المسؤولين في استعماله دون وفاء بالعهود.

لا حاجة إلى مزيد من الأدلة لإثبات ضعف من فرض رئيسا للجزائر لكن الخطاب أظهر أن الضعف تسلل إلى الدولة وهو ينذرنا بمستقبل كئيب لولا هذا الأمل الذي اوقدته الثورة السلمية بشبابها المصر على إنقاذ الجزائر من هذا النظام الذي لا يكف عن إطلاق إشارات نهاية صلاحيته.

Article précédent

الرئيس الجزائري يلغي أول نشاط رسمي له

Article suivant

Légalité et légitimité à la lumière du Hirak en Algérie

Latest from Blog

منظمة حقوقية تدين سجن ناشطة في الجزائر بتهمة الإرهاب بسبب أغنية

أعربت منظمة « شعاع » لحقوق الإنسان عن استيائها لإقدام السلطات الأمنية في الجزائر على اعتقال الناشطة الجزائرية جميلة بن طويس وما تعرضت له من تهم رأت المنظمة أنها « كيدية » من قبل السلطات على خلفية ممارستها لحقها في

« اليمين التكنلوجي »…كيف أصبح « وادي السيليكون » متطرفًا

« اليمين التكنلوجي »…كيف أصبح « وادي السيليكون » متطرفًا .تحليل موقع « ميديا بارت » الاستقصائي الفرنسي عبر صفحة الكاتب والصحافي خالد حسن: مدير تحرير صحيفة الأمة الإلكترونية إيلون موسك وبيتر ثيل، على رأسهم، يجمع اليمين التكنولوجي

BENHALIMA M. AZZOUZ, TORTURÉ EN DÉTENTION

ANCIEN OFFICIER MILITAIRE ALGÉRIEN, BENHALIMA M. AZZOUZ, TORTURÉ EN DÉTENTION, ALKARAMA APPEL URGENT AU RAPPORTEUR SPÉCIAL DE L’ONU SUR LA TORTURE Source : https://www.alkarama.org/en/articles/former-algerian-military-officer-benhalima-m-azzouz-tortured-detention-alkarama-urgently Le 12 mars 2024, Alkarama s’est adressée en
Aller àTop

Don't Miss

الجزائر الجديدة. طريق التوافق ومأزق « التواطؤ »

الجزائر الجديدة 149 – تحرير وتصوير رضوان بوجمعة طريق التوافق

47 vendredis contre des décennies de régression: le Hirak a remis l’Algérie en mouvement

Saïd Djaafer 14 Janvier, 2020 radiom.info A quelques semaines du