octobre 26, 2019
11 mins read

ثوار نوفمبر و”مغامرو” ديسمبر. رضوان بوجمعة

تصوير رضوان بوجمعة

الجزائر الجديدة 119. ثوار نوفمبر و”مغامرو” ديسمبر. رضوان بوجمعة

تستمر الأمة الجزائرية في طريق دفن ممارسات نظام العصب والشبكات بغرض بناء الجزائر الجديدة، ففي الجمعة ال 36، تدخل هذه الثورة شهرها التاسع وهي واضحة في رؤيتها قوية في كثافتها ومتماسكة في توحيدها للجزائريين والجزائريات حول مطالبها التي تستهدف التحرر من منظومة الفساد والاستبداد، وبناء دولة الحق والقانون.

هذه الجمعة تأتي يوما واحدا فقط بعد عودة أصحاب الجبة السوداء للشارع للمطالبة باستقلالية العدالة التي يقولون إنها لم تتحرر من سلطة التلفون.. خرج المحامون والمحاميات، يوم أمس، بقوة للدفاع عن ذاكرة المحامي الشهيد “علي بومنجل” الذي قاوم التعذيب وواجه السجن والقتل، وهو شامخ ومصر على استمرارية النضال إلى جانب الشعب الجزائري ضد الاستعمار الفرنسي، إلى أن قتل في 23 مارس سنة 1957.

وتأتي جمعة اليوم، ساعات قليلة بعد خرجة عبد القادر بن صالح في سوتشي الروسية، وما لقته من استهجان من قبل المتظاهرين الذين نددوا – في كل الولايات – بمحاولات الاستقواء بالخارج ضد الشعب وبكل المناورات التي تستهدف فرض اقتراع 12 ديسمبر القادم وبتقديم التنازلات للخارج على مختلف الأصعدة مقابل الحصول على تأييد خارجي لهذا المرور بالقوة ضد إرادة الأمة.

الجمعة ال 36 كانت كبيرة.. وهي آخر جمعة في أكتوبر، لذلك لم يفت الجزائريين الجزائريات التفكير في ثورة نوفمبر 54 والاحتفال بذكرى الثورة التحريرية في الجمعة ال 37، وقد بدأت شعارات تؤكد أن نوفمبر 54 حرر الأرض وبأن نوفمبر 2019 سيحرر الانسان ويؤسس لفلسفة المجتمع التي تبني دولة المؤسسات بعيدا عن أهواء الأشخاص وجنون رجال السلطة الذين يواصلون تعريض الأمة والدولة إلى كل المخاطر منذ عشريات عديدة.

مسيرة اليوم جاءت كذلك قبل 24 ساعة من غلق آجال إيداع فترة الترشيحات التي حددتها سلطة شرفي لاقتراع 12 ديسمبر، التي تود سلطة الأمر الواقع فرضها على الأمة الجزائرية.. ولحد الآن يظهر أن عدد المترشحين الذين سيودعون ملفاتهم لن يتجاوز في أحسن الحالات 7 مرشحين، جمعوا توقيعاتهم بشكل مريب، إذ تفيد التقارير الواردة من غالبية بلديات الجمهورية أنه لم تلاحظ أية حركة مصادقة على الاستمارات تبين وجود انضمام لهذا المسار، كما أن شبهات الفساد شابت بعض المناطق التي فتحت بشأنها “بناية” محمية نادي الصنوبر تحقيقات، مما يبين أن هذا المسار المرفوض شعبيا عجز حتى عن إيجاد صور المصادقة على الاستمارات لبثها في شاشات الدعاية العمومية والخاصة التي تحولت إلى أدوات لتضخيم اقتراع لا أثر له في الواقع، فلم نشاهد لا روبوتاج ولا تقرير صحفي لا في مقرات المترشحين ولا في مقرات الأحزاب التي تساندهم، تعكس وجود حركية لجمع التوقيعات، فكيف تمت هذه العملية؟! ومن أين جاءت هذه التوقيعات؟

بالإضافة لكل هذا، يلاحظ ان كل الذين أودعوا أو سيودعون ملفاتهم، هم من وجوه نظام بوتفليقة ومن شبكات الولاء والفساد التي فرضته في السلطة سنة 99، فقد أودع عز الدين ميهوبي ملفه وهو أمين عام بالنيابة لحزب أويحيى الذي يقبع في السجن، وكان وزيرا لسنوات عديدة مع بوتفليقة ومن المناشدين بالعهدة الخامسة، والأمر كذلك لعبد القادر بن قرينة الذي كان وزيرا عند بوتفليقة وكان من الشبكات التي ساندت انقلاب جانفي 92 بعضويته في المجلس الانتقالي، كما سيودع عبد المجيد تبون ملفه وهو الذي ساند خامسة بوتفليقة وكان وزيرا أول ووزيرا لسنوات عديدة، وهو الأمر نفسه بالنسبة لعلي بن فليس الذي كان رئيس حكومة لدى بوتفليقة ومدير حملته سنة 99، قبل أن ينقلب عليه، وغيرها من الوجوه الأخرى التي تربت في شبكات الولاء وفي قسمات جبهة التحرير زمن الحزب الواحد.

وأمام كل هذا وغيره، جددت الأمة الجزائرية اليوم رفضها لاقتراع لن يحقق أي تغيير، اقتراع ترشحت له كل الوجوه التي ساندت بوتفليقة أو كانت من ضمن الشبكات التي رفضت بوتفليقة سنة 99، ولذلك وبكل المعطيات تصر الأمة أن نضالها من نضال ثوار نوفمبر وبأن السلطة وشبكاتها موجودة في طريق المكابرة والمقامرة وبأن طريق ديسمبر “طريق مسدود” وخطير، عنوانه هو “12 طريق المغامرين”.

الجزائر في 25 أكتوبر 2019
تحرير وتصوير رضوان بوجمعة

Article précédent

La « philanthropie » : moteur discret de l’impérialisme et de l’ingénierie sociale (par Arundhati Roy)

Article suivant

Lahouari ADDi. Du politique au militaire et du militaire au politique

Aller àTop

Don't Miss

الجزائر الجديدة. طريق التوافق ومأزق « التواطؤ »

الجزائر الجديدة 149 – تحرير وتصوير رضوان بوجمعة طريق التوافق

الجزائر: ماذا بعد شهر من رئاسة عبد المجيد تبون؟

رضوان بوجمعة. 2020-01-13. assafirarabi.com كاتب صحافي وأكاديمي من الجزائر حراكُ