décembre 24, 2019
8 mins read

علي بن حاج. تعليقا على وفاة قائد الأركان أحمد قايد صالح !

« كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ » « إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَىٰ وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ ۚ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُّبِينٍ ».

لقد أفضى قائد الأركان أحمد قايد صالح إلى ربه جل وعلا وهو أعلم بالسرائر؛ وحساب المولى سبحانه غير حساب الناس فهو أعلم بظواهرهم وبواطن أمورهم؛ وعند الحساب لا ينظر جل في علاه إلى مكانة قائد الأركان ولا منصبه بل إلى قلبه « يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ »، فما على العباد إلا الحكم على الظواهر والله يتولى السرائر…

لقد شاهدنا اليوم على القنوات الفضائية الخاصة غلوا وإفراطا وتحريفا لحقيقة النقاش وتضييعا لجوهره؛ حتى وصل البعض إلى تشبيه قائد الأركان بالخلفاء الراشدين وقيادات الثورة؛ والحق وسط لا إفراط فيه ولا تفريط فالناس لم تنتقد قائد الأركان القايد صالح لشخصه ولا حتى لوظيفته العسكرية؛ فلو كان شخصا عاديا أو كان حديثه مقتصرا على الأمور العسكرية لما انتقدناه؛ لكنّ الرجل كان قائد أركان أقحم نفسه في الحياة السياسية وله بصمة سياسية في البلاد، ومن هنا كانت الانتقادات الموجهة له فهي متعلقة بالمنصب لا الشخص؛ فعندما يتدخل القايد صالح أو شنقريحة أو غيرهم في الحياة السياسية فمن حق الناس أن تنتقدهم، فهذا الخلط الذي نراه بين الشخص والوظيفة لا يصح تماما.

كان على وسائل الإعلام أن تقوم بوظيفتها؛ فالوفاة ليست وفاة شخصية عادية وعند موت الفجأة في هكذا ظروف لهكذا شخصيات بهذا الوزن تكون كل الأسئلة مشروعة عن حقيقة الوفاة وحقيقة الرواية الرسمية، بل نحن لم نسمع حتى عبد المجيد تبون يعزيه بل قُرأت علينا رسالة لا نعرف إن هو كتبها أو كتبت عنه؛ خاصة وأن تبون سيتأثر بهذه الوفاة وستتنازعه كتل داخل المؤسسة العسكرية التي لا يمكن أن تنسجم مباشرة بعد هذه الوفاة !…

والحق في القايد صالح أنّه فرض على الساحة السياسة خارطة طريق من الثكنات؛ واتبع سياسة غير رشيدة ووفاته ستحدث هزة عنيفة في الساحة العسكرية والسياسية في البلاد وستكون لها ارتدادات ونأمل أن تكون هناك مراجعات.

أما عن الدعوات التي نسمعها هنا وهناك عن عدم الخروج للحراك غدا الثلاثاء فهي دعوات يراد من ورائها تفكيك وتمزيق وتشتيت الحراك؛ وإلا فإن الصحابة رضي الله عنهم كانوا في أحُد يجاهدون وشاع خبر وفاته صلى الله عليه وسلم فمنهم من رأى أن يتراجع عن القتال ومنهم من رأى أن يستمر ولكن الله عز وجل قال « وَمَا مُحَمَّدٌ إِلا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ »؛ فلا يجب أن نقحم الوفاة في الحراك ووفاة أشخاص لا تغير المنظومة، وعلى الحراك أن يواصل طريقه مع مراجعات في الشعارات والتكتيكات ولكن لا يلتفت لمن يريد أن يثبطه؛ ولا ينظروا الى الأشخاص بل المطالب التي تعود بالنفع للشعب الجزائري في دينه ودنياه وهويته وتاريخه…

الشيخ علي بن حاج.
مداخلة على قناة المغاربية.

Laisser un commentaire

Your email address will not be published.

Article précédent

ولاؤنا للمبادئ ومعركتنا ليست ضد الأشخاص بل ضد منظومة الفساد والاستبداد

Article suivant

حسين آيت أحمد.. رجل دولة عارض « سلطة الدبابة »

Latest from Blog

Aller àTop