novembre 9, 2019
7 mins read

نوفمبر.. حتى تجيء الحرية

بقلم نجيب بلحيمر 08/11/2019

نوفمبر مستمر.. الجمعة التاريخية تبعتها أخرى حاشدة أكدت الإصرار على انتزاع الحرية،  » احنا أولاد عميروش، مارشاريار ما نولوش.. طالبين الحرية »، الهدف واضح تماما ومساره معروف، وما حدث في جمعة أول نوفمبر كان مؤشرا لا تخطئه عين أي ملاحظ.. ما يجري في الجزائر تاريخي ولن يتوقف دون أن يبلغ نقطة النهاية التي هي إحداث التغيير الجذري وإطلاق عملية بناء دولة الحق والقانون.

اختار المتظاهرون قضاياهم بعناية، على رأسها الرد الصريح على الخطاب الأخير لرئيس الأركان الذي تهجم على شعار الدولة المدنية، فالشارع لا يجادل ولا يحاجج، إنه يعرف ما يريد بالضبط، نظام حكم مفتوح يكون فيه المدنيون المنتخبون هم أصحاب الأمر لأنهم يستمدون شرعيتهم من الشعب بطريقة مباشرة، أما الجيش فمهمته معروفة ومحددة بنص الدستور، وحين أراد بعض من يضعون أنفسهم فوق الشعب تحميل الشعارات فوق ما تحتمل وبما يضع المتظاهرين في موقف العداء للجيش جاء الرد صاعقا؛ لا فصل بين الشعب وجيشه، والشهداء الذين دفعوا أرواحهم في تيبازة دفاعا عن الوطن وأمنه كانوا عروة وثقى تجعل هذه العلاقة فوق كل مزايدة أو تلاعب سياسي، وبتلك الدماء الطاهرة تم تعميد هذه الرابطة المقدسة التي تسمو على كل نزوة سياسية أو نزعة سلطوية.

على اختلاف توجهاتهم الإيديولوجية وميولهم السياسية جدد المتظاهرون في الجمعة الثامنة والثلاثين تمسكهم بوحدة الصف والهدف، وفي مشهد يجسد الوحدة بعيدا عن الشعارات الفارغة كانت الجموع الزاحفة من شارع ديدوش مراد متجهة إلى شارع عسلة حسين لاستقبال القادمين من باب الواد وعلى طريق العودة يلتقي الجميع مع القوافل القادمة من أول ماي عبر شارع حسيبة بن بوعلي، ويعرف المولعون بالتصنيفات ما تعنيه المسارات الثلاثة، ويرى الملاحظ النزيه أن تجاوز الخلافات والحساسيات لصالح الوحدة أعظم الإنجازات التي حققتها الثورة السلمية.

بوحدته استطاع الشارع أن يرسم مساره نحو المستقبل غير آبه بمخططات نظام تعددت مآزقه وتعقدت، نظام يريد أن يجعل من 12 ديسمبر تاريخا للاستمرار رغما عن قوانين التاريخ والبيولوجيا، لكن السائرين لا يعتبرون أنفسهم معنيين بأجندات السلطة وتواريخها ولا بخطاب التخويف الذي يعاد إنتاجه من قبل « نخب » مستكينة آثرت السلامة وعجزت عن استيعاب ما يجري على الأرض، فالسلمية خيار يحميه المتظاهرون وبه سيعمقون مأزق هذا النظام قبل الإجهاز عليه نهائيا.

الآن صار أبناء الثورة السلمية يعرفون بعضهم جيدا، يلتقون باستمرار، ويتناقشون فيما يختلفون حوله، ومع نهاية كل جمعة يجددون العهد على لقاء قريب من أجل مواصلة المسيرة لتحقيق الهدف الذي يبقى فوق كل خلاف.. الحرية.

Laisser un commentaire

Your email address will not be published.

Article précédent

Le pouvoir est un mauvais élève !

Article suivant

(Blog) Du Harak en Algérie

Latest from Blog

منظمة حقوقية تدين سجن ناشطة في الجزائر بتهمة الإرهاب بسبب أغنية

أعربت منظمة « شعاع » لحقوق الإنسان عن استيائها لإقدام السلطات الأمنية في الجزائر على اعتقال الناشطة الجزائرية جميلة بن طويس وما تعرضت له من تهم رأت المنظمة أنها « كيدية » من قبل السلطات على خلفية ممارستها لحقها في

« اليمين التكنلوجي »…كيف أصبح « وادي السيليكون » متطرفًا

« اليمين التكنلوجي »…كيف أصبح « وادي السيليكون » متطرفًا .تحليل موقع « ميديا بارت » الاستقصائي الفرنسي عبر صفحة الكاتب والصحافي خالد حسن: مدير تحرير صحيفة الأمة الإلكترونية إيلون موسك وبيتر ثيل، على رأسهم، يجمع اليمين التكنولوجي

BENHALIMA M. AZZOUZ, TORTURÉ EN DÉTENTION

ANCIEN OFFICIER MILITAIRE ALGÉRIEN, BENHALIMA M. AZZOUZ, TORTURÉ EN DÉTENTION, ALKARAMA APPEL URGENT AU RAPPORTEUR SPÉCIAL DE L’ONU SUR LA TORTURE Source : https://www.alkarama.org/en/articles/former-algerian-military-officer-benhalima-m-azzouz-tortured-detention-alkarama-urgently Le 12 mars 2024, Alkarama s’est adressée en
Aller àTop