مساء الخير جميعا
رغم كل شيء، أودي فقط أن أعبر لكم جميعا عن عميق امتناني لمواقفكم النبيلة من خلال مساندتكم لي لما تعرضت له من مضايقات أمنية عنيفة، مست كرامتي وكرامة عائلتي وبالاخص والدتي شافها الله، وخلفت لي إصابات جيدة عديدة على أنحاء مختلفة، و نفسية.
إصابات مؤلمة ، نتيجة تعرضي للضرب من طرف خمسة اعوان الأمن الوطني داخل الشاحنة المخصصة للتوقيف والاعتقالات، بالسحل، بالركل، بالصفع، والضرب على مستوى الرأس الوجه الاطراف وغيرها من الأماكن الحساسة في الجسم، مقابل اعتداء لفظي شنيع توجت بمصادرة هاتفين.
مكثت ستة أيام (الجمعة الى الخميس) منها يومين بمقر مديرية الأمن الولائي، قبل أن يتم تحويلي في حدود الساعة الواحدة صباحا، نحو مقر الفرقة المتنقلة للشرطة القضاىية للدار البيضاء، خارج اقليم الاختصاص بيوم الأحد.
تم عرضي على الطبيب في ثلاثة مناسبات و تحصلت على شهادات طبية توثق الاصابات العديدة نتيجة التعنيف المخالف للقانون.
موضوع القضية، ورغم أنه لا يحق لي التطرق لتفاصيله بحجة سرية التحقيق، إلا أنني اكتفي بتكرير ما قلته للسيد وكيل الجمهورية خلال التقديمة : « ..هذه مهزلة تمس بصورة القضاء، صورة الجزائر….الملف مفبرك، والاجهزة الامنية تعلم جيدا توجهاتنا الفكرية و الايدلوجية ورغم ذلك بقيت اسبوعا تحت النظر..وفي الأخير لم يعثروا على أي دليل مادي ضدي رغم مداهمة منزلي… ».
في الأخير اجدد تضامني المطلق مع زميلي الصحفي السجين رابح كراش، ولأسرته وزوجته وأطفاله، وأتمنى أن ينصفه القضاء ويرد الاعتبار له ولمهنته.
كنا لا يفوتني أن ارفع القبعة للسادة المحامون الذين تجندوا ليلا و نهار طيلة أسبوع لاشكرهم نيابة عني وعن أسرتي و عائلتي الكبيرة و الصغيرة، نضير الجهود المبذولة لكشف الحقيقة، وتعرضهم لمضايقات عديدة.
الصحافة ستبقى شكل، أسلوب، ألية من أليات النفاذ للحرية، الحرية التي لا تقلق سوى عشاق الظلامية. لهذا سأواصل بكل حزم وثبات وإصرار أولا بالبقاء في بلدي وثانيا في ممارسة مهنتي مهنة المتاعب و المصائب.
أنا متعب ومريض ولهذا ارجو التفهم لعدم القدرة في الرد على الرسائل والاتصالات.
سعيد بودور
03 ماي 2021.
