الهواري عدي أستاذ علم الاجتماع. 30 جويلية 2019
حضرة الجنرال،
يُريدُ الجزائريّون أن يَحْترِمُوكُم لأنهم يَشْتَمُّونَ فيكمُ رائحةُ جيش التحرير الوطني( ALN) الذي إِلْتَحَقتم بصفوفه في عزِّ شبابِكم، ولأنَّكمُ قائدُ الجيش الوطني الشعبي، الذي يتمتعُ بِرمزيّة كَبيرةٍ عند الجزائريين، كَونَهُ ثِمُار الحركة الوطنية. ولذلك حضرة الجنرال، يجبُ أن تُبدوا الاحترام لهذا الشّعب الذي يُطالب بدولة القانون. رَفضتم مشروع التحوُّل الديمقراطي الذي اقترحته شخصيّات لم تكن جزء من الحُكمِ اللّعين لبوتفليقة ، وتُصرّون على فَرضِ انتخابات رئاسية في وقت لا تزال فيه آليّات التزوير الموروثة عن حكم بوتفليقة في مكانها. في لحظات الأزمة هذه، أنتم تُجسّدون وتُمارسونَ السُّلطة العمومية التي هي مِلكٌ للأمّة. أضعفُ الإيمان أن تشرحوا للأمّة الجزائرية أسباب اصراراكم على التمسّك بهذه الرئاسيات. أقترحُ عليكم بِصفَتي مُواطنا جزائريا، أن تعقدوا لقاءً صُحفيا، تحْضُره الصحافة الوطنية والأجنبية، تَشرحونَ فيه للجزائريين، مُبرِّراتُ خياركم هذا.
حضرة الجنرال،
تعيشُ الجزائر اليوم مرحلة عصيبةٌ من تاريخها، حيث تسعى إلى بناء دولة القانون، التي اسْتشهدَ من أجلها رُفَقَاءُكم في السّلاح، أيْ أجْدادُ وآباءُ هؤلاء المُتظاهرين كل جُمعة. جَنِّبُوا هذا البلد تَجرِبةٌ ألِيمةٌ تُهدِّدُ بسيلانِ الدّم. لقد وقفتم في المرّةِ السابقة في الصَّفِّ الصَّحيح للتاريخ، فكونوا كذاك هذه المرّة.