septembre 21, 2019
10 mins read

سياسيو التعيين في جزائر التمكين. رضوان بوجمعة

رضوان بوجمعة 20 سبتمبر 2019

نجحت الأمة الجزائرية في جمعتها ال31 اليوم، في أن تحاصر الحصار الذي فرض على العاصمة بتعليمات رسمية أقل ما يقال عنها أنها « غير قانونية » ومخالفة للدستور، روحا ونصا وديباجة.

الجزائر الجديدة عبرت عن نفسها اليوم في كل الولايات، بأنها تريد أن تقطع نهائيا مع منظومة الإقصاء والعنف والعسكرة التي فرضها الانقلاب على الحكومة المؤقتة.

طريق العسكرة هو الذي أنتج نسق تعيين الرؤساء من قبل العصب والشبكات، فهو الذي فرض بن بلة وبومدين والشاذلي وبوضياف وزروال وبوتفليقة، وهو لازال يريد أن يفرض الأمر نفسه يوم 12 ديسمبر القادم مع سياسيي التعيين.

سياسيو التعيين في الجزائر، مخلوقات فريدة من نوعها تحتاج إلى أطروحات مهمة في علم الاجتماع السياسي وفي علم النفس السياسي وفي الانثروبولوجيا السياسية، إذ يمكن للباحثين أن يكتشفوا الكثير من التفاصيل التي تهم في فهم صيرورة إنتاج هؤلاء وإعادة إنتاجهم منذ 57 سنة.

هؤلاء هم الذين انتقلوا في غالبيتهم من الأجهزة الإدارية إلى مجال السياسة، الكثير منهم يحبون التعيين بالمراسيم ويكرهون فكرة الانتخاب، كما أن غالبيتهم لم يُعرف عنهم لا النضال السياسي ولا الجمعوي، وهم يعيشون من الريع وفي الريع، ويكرهون الفقراء كما يكرهون المجتمع، ولا يعترفون بممارسة السياسة داخل المجتمع، فهم يحترفون تزوير الانتخابات، وهي أحسن كفاءة يملكونها.

سياسيو التعيين يتحدثون بلغة الوطنية وبلغة العروبة وبلغة الإسلام وحتى بلغة العلمانية والحداثة، لكن قاسمهم المشترك هو الدفاع عن نسق التعيين وهم مستعدون للقيام بكل شيء من أجل إرضاء المتحكمين في غرفة عمليات صناعة الرؤساء والوزراء والولاة ورؤساء الدوائر وحتى مدراء الجامعات وعمداء الكليات.

سياسيو التعيين يقبلون بكل المهام التي توكل إليهم، لأنهم لا يعترفون بأن السياسة هي ديناميكية اجتماعية، ولأن غالبيتهم لا يعرفون المجتمع بل يحتقرونه، لذلك يعمل كل هؤلاء أن يكون لهم حظ التعيين من قبل أصحاب قرار التعيين.

سياسيو التعيين قبلوا بالتعيين في مجلس انتقالي يعد « انقلاب عسكري »، رفض انتخاب المجتمع لنوابه في ديسمبر 91، كما أن هؤلاء اصطفوا ويصطفون وراء كل رئيس يقرر أصحاب القرار تعيينه على رأس قصر المرادية، في اقتراعات شكلية تسميها منظومة الدعاية العرس الانتخابي، وهو ما يراد فرضه مرة أخرى يوم 12 ديسمبر القادم.

ثورة الأمة الجزائرية منذ 22 فيغري الماضي تريد أن تدفن نسق التعيين وأن تقطع مع سياسيي التعيين الذين لا يؤمنون بالأمة وذكاء الأمة، ويعتبرونها « قاصر » لا تعرف الاختيار، ولا يزال هؤلاء اليوم يأملون أن يتمكن نسق التعيين في فرضهم على الأمة في اقتراع إداري رغم ظروف الاعتقال والترهيب والتخويف والذي واجهته الأمة اليوم مجددا بالرفض والتنديد.

أحد هؤلاء اختار سحب استمارات الترشح في اليوم نفسه الذي أودع أحد النشطاء سجن الحراش، والغريب في الأمر أن هذا المرشح الذي يحلم بقصر المرادية، لم يحترم أخلاقيا حتى العلاقة التي كانت تربطه بهذا الشخص في 2004 وهو الذي كان من مؤيديه ضد بوتفليقة في ذلك الاقتراع، فكيف يمكن لمرشح لا يحترم من دعمه ولم يصدر منه حتى تصريح مواساة أو بيان للتنديد باعتقاله أن يحترم الشعب لو يفرض عليه كرئيس للجمهورية؟

سياسيو التعيين لا يعرفون الأخلاقيات السياسية ولا يفهمون معنى المواطنة، ولا دولة الحق والقانون، لأنهم لا يعرفون السياسة ولا قوة السياسة، لأنهم من عبدة صاحب القوة ويعتقدون أن سياسة القوة هي أحسن طريق للوصول للسلطة، لأنهم لا يعرفون معنى الأمة الثورية ولا ثورة الأمة،لذلك ستدفن الأمة وإلى الأبد هذه المخلوقات السياسية لأن أمة التمكين قررت القطيعة وإلى غير رجعة مع نسق التعيين الذي أنتج الرداءة والفساد والاستبداد.

فلتحيا أمة التمكين التي تسير في طريق التحرر والانعتاق نحو بناء المجتمع ودولة المؤسسات.

الجزائر في 20 سبتمبر 2019
تصوير وتحرير رضوان بوجمعة

Article précédent

Algérie : Le pacte de souveraineté

Article suivant

[Vidéo] ALGIERS/ALGER/الجزائر 20 /سبتمبر/SEPTEMBER/ SEPTEMBRE 2019

Latest from Blog

Aller àTop

Don't Miss

الجزائر الجديدة. طريق التوافق ومأزق « التواطؤ »

الجزائر الجديدة 149 – تحرير وتصوير رضوان بوجمعة طريق التوافق

الجزائر: ماذا بعد شهر من رئاسة عبد المجيد تبون؟

رضوان بوجمعة. 2020-01-13. assafirarabi.com كاتب صحافي وأكاديمي من الجزائر حراكُ