juin 11, 2021
6 mins read

كيف تقتل الانتخابات عشية إجرائها؟

11 بقلم نجيب بلحيمر – جوان 2021

حملة اعتقالات لا يعرف أحد أسبابها، كريم طابو وإحسان القاضي خاضعان للرقابة القضائية منذ فترة، والصحافي خالد درارني ينتظر إعادة محاكمته كما أمرت بذلك المحكمة العليا، واعتقالات طالت مواطنين آخرين وكل شيء يوحي بأن الأمر مرتبط بالانتخابات التي ستجري غدا السبت.

أسوأ من الاعتقالات اكتشف الجزائريون تعديلات على قانون العقوبات تجرم العمل السياسي بشكل صريح، فقد أصبحت الدعوة إلى تغيير نظام الحكم أو السعي إليها عملا إرهابيا بعد تعديل المادة 87 مكرر من قانون العقوبات التي تجرم ما تسميه السعي إلى تغيير نظام الحكم بطرق غير دستورية، والطرق الدستورية عرفها الجزائريون جيدا خلال العقود الماضية عندما كان أنصار بوتفليقة وزبائن النظام يقولون من لم يعجبه الوضع فعليه بالصندوق، ونحن اليوم نعرف نتائج « المسار الدستوري » الذي أصرت السلطة على فرضه كبديل عن التغيير الحقيقي الذي يطالب به الجزائريون.

من الواضح أن هذه النصوص القانونية تستهدف إجهاض كل محاولات التغيير، لكن إخراجها في هذا التوقيت بالذات يضرب في الصميم مصداقية الخطاب الرسمي ويسقط مبررات المشاركين في الانتخابات وخيارات الأحزاب التي تتخذ من السلطة شريكا.

ما الذي جعل السلطة تستعجل فرض هذا القانون قبل أيام من تنصيب برلمان « جديد »؟ هناك إجابة واحدة إلى حد الآن؛ السلطة لا تريد أن يكون هناك أي نقاش حول هذا التوجه الشمولي، وهي لن تسمح للبرلمان، مهما كانت درجة ولائه وطاعته للسطلة، بتناول قضايا تعتبرها من اختصاص من يحكمون البلاد رغما عن صاحب الإرادة الفعلية.

نحن أمام دليل إضافي دامغ بأن التغيير من الداخل غير ممكن، وأن البرلمان تحديدا هو آخر مكان يمكن أن يأتي منه التغيير، وسكوت الأحزاب ودعاة المشاركة تحت عنوان « الواقعية » و »البراغماتية » عن هذا الوضع سيسقط حقها في الاعتراض عن أي تجاوزات في حقها بداية بالاعتراض على نتائج الاقتراع الذي سيجري غدا السبت.

القاعدة أن يكون نظام الحكم ثمرة توافق الأغلبية حتى يرتكز على شرعية متينة، وفي الحالة الجزائرية يجري حل أزمة الشرعية التي تأكدت بالمقاطعة الواسعة لاستفتاء الدستور بسن قوانين بشكل انفرادي من أجل معاقبة كل من يطالب بحل أزمة الشرعية، قوانين تشرعن القمع وتجرم الاختلاف في الرأي.

عشية الانتخابات تفعل السلطة كل شيء لإفراغ العملية من محتواها، وتمنح الحجج التي تؤكد أن الذين رفضوا هذا المسار منذ بدايته كانوا على صواب.

Laisser un commentaire

Your email address will not be published.

Article précédent

William Lawrence : « En Algérie, l’État bunker se durcit »

Article suivant

Ahmed Betatache. Spécialiste en droit constitutionnel : «La modification du code pénal ouvre la voie à tous les dérapages»

Latest from Blog

« اليمين التكنلوجي »…كيف أصبح « وادي السيليكون » متطرفًا

« اليمين التكنلوجي »…كيف أصبح « وادي السيليكون » متطرفًا .تحليل موقع « ميديا بارت » الاستقصائي الفرنسي عبر صفحة الكاتب والصحافي خالد حسن: مدير تحرير صحيفة الأمة الإلكترونية إيلون موسك وبيتر ثيل، على رأسهم، يجمع اليمين التكنولوجي

BENHALIMA M. AZZOUZ, TORTURÉ EN DÉTENTION

ANCIEN OFFICIER MILITAIRE ALGÉRIEN, BENHALIMA M. AZZOUZ, TORTURÉ EN DÉTENTION, ALKARAMA APPEL URGENT AU RAPPORTEUR SPÉCIAL DE L’ONU SUR LA TORTURE Source : https://www.alkarama.org/en/articles/former-algerian-military-officer-benhalima-m-azzouz-tortured-detention-alkarama-urgently Le 12 mars 2024, Alkarama s’est adressée en
Aller àTop