د. سليم بن خدة 23/12/2019 @Facebook
معركتنا ضد سلطة مستبدة متغلبة وليس مع شخص بعينه..نحن عارضنا ونعارض منظومة حكم فاسدة، ومعركتنا ضد نظام مستبد وليس لنا خلاف مع شخص قايد صالح ولا مع غيره، والآن وقد أفضى إلى ربه، ليس من الشهامة والأخلاق الشتيمة وسب الميت، وما علينا إلا أن نترحم عليه وعلى جميع موتى المسلمين.
ومن كانت معركته ضد شخص قايد صالح، فمعركته انتهت، وأما من كانت معركته من أجل القطيعة مع نظام الفساد والاستبداد وإقامة دولة الحق والعدل، فالمعركة متواصلة والولاء أولا و أخيرا للمبادئ لا للأشخاص.
وكان رأينا، منذ البداية، أن لا للتخوين ولا للتفويض، فكما نبرأ من التخوين، نرفض التفويض وتسليم عقولنا لغيرنا، ولم تكن معركتنا مع شخص بعينه، وإنما مع سلطة متغلبة وسياسة القهر والغلق، وإن كنا نُقدر عدم انتهاجهم لخيار الرصاص والدم والحرب المفتوحة ضد الحراك الشعبي السلمي الضاغط، وإن سقط لنا ومنا ومن اهلنا شهداء منذ الأسبوع الثاني للحراك.
وما نرجوه، ويرجوه كل حر غيور على وطنه، أن تتحرك السلطة الفعلية في اتجاه الانفراج السياسي، إذ لا يُعقل أن يستمر الحكم في تصلبه وعناده وانغلاقه، وجماهير واسعة من الشعب تنزل إلى الشوارع، أسبوعيا، تعلن رفضها لسياسة الأمر الواقع…
فالمطلوب تجاوز عهد التصلب والمكابرة، والمبادرة إلى تخفيف الاحتقان والانفتاح على الحراك ومطالبه، بعيدا عن سياسات التسلط والتفرد والترهيب الأمني.وبداية أيَ تحرك سياسي واعد، إطلاق سراح معتقلي الرأي والحراك، وإعادة النظر في السياسات المفروضة، فأكثر الشعب في واد والسلطة الفعلية في واد معاكس، ولا يمكن لهذا الوضع المضطرب أن يستمر وإلا انزلقنا إلى ظلمات المجهول والانحطاط لا قدر الله.