novembre 28, 2019
7 mins read

نداء للضمائر… بقلم جمال زناتي و الهواري عدي

نداء للضمائر

دَخلت الاحتجاجات الشّعبية شهرها العاشر من دون أن تبدو عليها أية مؤشرات عن الضّعف أو التراجع. بل هي في واتساع مٌستمر، وباتت مُنغرسة في الزّمان والمكان. استطاع التّجند السّلمي والمُتحد أن يُفرز وَعيا جماعيا جديدا في الجزائر، أصبح بمثابة حصن منيع ضدّ كافة أشكال التقسيم والتضليل. نجح إصرار الجزائريون على التغيير في إفشال كل محاولات القمع والاستفزاز، وكسَر بشكل لا رجعة فيه جُدران الخوف والصمت، ولم يعد بإمكان أحد أن يوقف مسيرة المواطنين نحو الحرية والازدهار.

لم تستوعب بعد القيادة العسكرية، باعتبارها السلطة الفعلية في البلاد، عُمق هذه التحولات الجذرية في المجتمع، ولم تفهم معنى طموح الجزائريين الجامح نحو التغيير. لا تزال هذه القيادة سجينة المقاربات المبتذلة، ولذلك تحاول بكل الأشكال الإلتفاف على إرادة الشّعب الجزائري.

الانتخابات الرئاسية المزمع اجرائها في الثاني عشر ديسمبر القادم غير مناسبة للوضع الحالي، لأنها ضدّ مطالب الحراك الشعبي. ومن الواضح أن الهدف الوحيد منها هو ضمان استمرار النظام القائم. في الحقيقة، توجد السلطة الفعلية، وتحديدا القيادة العسكرية، اليوم في رحلة بحث عن تمثيل شكلي يسمح لها بالاستمرار في مُمارسة السيادة المصادرة من دون الحاجة إلى الظهور في الواجهة ولا تقديم حصيلة أمام النّاخبين.

وضعت القيادة العسكرية نفسها في موضع الشّك والمواجهة أمام السكان بسبب إصرارها على فرض انتخابات رئاسية مرفوضة على نطاق واسع من طرف الجزائريين، وهذا ما يهدد بغرق البلاد مجددا في العنف والدمار.

إن التطور النوعي الذي حدث في الرأي العام أصبح لا يتوافق مع استمرار الوضع القائم، أو العودة إلى النظام السابق. إن القطيعة حقيقة، وتتطلب ترجمتها بسياسة مُناسبة. أحيا الجزائريون، بإلتزامهم وتجنّدهم المستمرين، اليتوبيا التحررية التي دشنها الآباء المؤسسين للدولة الجزائرية. الحراك هو امتداد منطقي للحركة الوطنية، وتجاهله يعني الوقوف على هامش التاريخ. الحراك حامل لطموح وطني.

كذلك، فإن الواجب الوطني يفرض على كل واحد منا التجند لمنع اجراء هذه المغامرة الانتخابية. و بعدها الانتقال إلى بناء توافقات ضرورية لبناء بديل ديمقراطي للسقوط المبرمج. يجب تجنيد قوى الحراك ضمن هذا الاتجاه.

في حالة بلادنا، تتطلب الخطوة الأولى للانتقال الديمقراطي تحويل السيادة من القيادة العسكرية نحو هيئة المواطنين. إنها خطوة لا مفرّ منها وحاسمة لأنها تحدّد بقية المسار كله.

الجزائريات والجزائريون متعلقون بقوة بالمؤسسة العسكرية، ويرفضون وضع أنفسهم في مواجهة لها، لأن ذلك في نظرهم سخيف وانعكاساته مدمرة.

يجب على الضّباط السامون في الجيش أن يكونوا في توافق وتناغم مع مطالب الجزائريين لأن ذلك سيكون في مصلحة الدولة ومستقبل البلد.

لهواري عدي – جمال زناتي

Laisser un commentaire

Your email address will not be published.

Article précédent

Lahouari Addi et Djamel Zenati signent un texte commun (document)

Article suivant

[Vidéo] Parlement Européen. Séance plénière du 2019-11-28. Situation des libertés en Algérie. Débat.

Latest from Blog

منظمة حقوقية تدين سجن ناشطة في الجزائر بتهمة الإرهاب بسبب أغنية

أعربت منظمة « شعاع » لحقوق الإنسان عن استيائها لإقدام السلطات الأمنية في الجزائر على اعتقال الناشطة الجزائرية جميلة بن طويس وما تعرضت له من تهم رأت المنظمة أنها « كيدية » من قبل السلطات على خلفية ممارستها لحقها في

« اليمين التكنلوجي »…كيف أصبح « وادي السيليكون » متطرفًا

« اليمين التكنلوجي »…كيف أصبح « وادي السيليكون » متطرفًا .تحليل موقع « ميديا بارت » الاستقصائي الفرنسي عبر صفحة الكاتب والصحافي خالد حسن: مدير تحرير صحيفة الأمة الإلكترونية إيلون موسك وبيتر ثيل، على رأسهم، يجمع اليمين التكنولوجي

BENHALIMA M. AZZOUZ, TORTURÉ EN DÉTENTION

ANCIEN OFFICIER MILITAIRE ALGÉRIEN, BENHALIMA M. AZZOUZ, TORTURÉ EN DÉTENTION, ALKARAMA APPEL URGENT AU RAPPORTEUR SPÉCIAL DE L’ONU SUR LA TORTURE Source : https://www.alkarama.org/en/articles/former-algerian-military-officer-benhalima-m-azzouz-tortured-detention-alkarama-urgently Le 12 mars 2024, Alkarama s’est adressée en
Aller àTop

Don't Miss

La victoire posthume de Ait Ahmed. Lahouari Addi

Lahouari ADDI @facebook 24/12/2019 En ce mardi 24 décembre, les

Légalité et légitimité à la lumière du Hirak en Algérie

Lahouari ADDI @Facebook 21/12/2019 Écoutons cette mère de famille qui